يــــــــــــوميـــات زوج محــــــــب
الحلقــــــــــــة الثــــــانية
مع من كــــــــانت تتحدث؟؟!!
دخلت عليها و هي تتحدث في الهاتف لكنها عندما رأتني أغلقت السماعة بسرعة و بارتباك، نظرت لها باستغراب و سألتها: مع من كنت تتحدثين؟ نظرت لي كأنني طرحت عليها سؤال في الرياضيات البحته ثم قالت: آآآه لقد كدت أنسى الطعام على النار..... و ركضت باتجاه المطبخ..... جلست أفكر في ماحدث.... ترى مع من كانت زوجتي تتحدث؟؟ لكنني بعد فترة نسيت ما حدث و خاصة بعدما فاجأتني بأنها أعدت لي أكلتي المفضلة و فكرت ( صدق من قال الطريق إلى قلب الرجل....)
بعد الظهر خرجت للقاء أحد عملائي و عندما رجعت للمنزل و جدت زوجتي تتحدث في الهاتف و حالما لمحتني همست ببعض العبارات و أغلقت الهاتف..... و عندما سألتها عن المتحدث قالت لي: إنها صديقتي روان، و العجيب أنه بعد لحظه رن الهاتف و عندما أجبت كانت روان تسأل عن زوجتي ..... ابتسمت و هي تأخذ السماعة مني و قالت: قد تكون نسيت أن تخبرني شيئا.......
صعدت لغرفتي و الأفكار تعصف بي...... ترى مع من كانت تتكلم؟؟؟
تكرر موضوع هذه المكالمة سبعة عشرة مرة خلال يومين و في كل مرة أسأل زوجتي عن المتصل تهرب مني أو تختلف أعذار و في النهاية اجد نفسي أمام السؤال الذي لم أجد له اجابة بعد مع من تتحدث؟؟.....
و أنا عائد من العمل كنت متيقن أنني سأجدها على الهاتف...... و أول شئ فعلته عندما فتحت الباب أن صرخت.... لا تغلقي السمــــــاعة.... لكنني وجدت نفسي أمام حماتي و والدتي و أختي المذهولتين و لا أثر لزوجتي التي ما لبثت أن فاجأتني بأن صاحت : مبروووووووووك...... قفزت مذعورا و التفت لها حيث كانت تقف ورائي منفرجة الأسارير و سألتها لا شعوريا: مع من كنت تتحدثين؟؟؟..... في بداية الأمر لم تستوعب السؤال لكنها ما لبثت أن ضحكت و سألتني بحنان: أما زلت تتساءل؟.... ثم وضعت يدها على صدرها و تنهدت بارتياح: أحمد الله أنك لم تكشفني.... نظرت لها باستفهام فأخذت بيدي و جرتني حيث يقف الجميع و رأيت والدي و أخوي يقفان مع والد زوجتي و أخذت تثرثر عن الاعدادات السرية التي قامت بها هي و نساء العائلة و تحت تكتم الرجال للاحتفال بي بمناسبة ترقيتي و هنا تذكرت موضوع الترقية التي أخبرتها أنني انتظرها خلال أيام و تذكرت أن المدير طلب مني اليوم أن انتقل إلى مكتبي الجديد لكنني نسيت هذه الترقية من كثرة ما كان ذلك السؤال اللعين يضغط على تفكيري..... التفتت لزوجتي التي كانت مازالت تثرثر عن فرحتها و فخرها بي و أخذتها بين ذراعي
دهشت لكنها بادلتني العناق و عندما ظللت هكذا همست في أذني: هاي أيها العاشق .... الكل يشاهد.... فهمست في أذنها... لا يهم.... لا يهم من يشاهد و لا يهم مع من كنت تتحدثين... المهم أنني أحبك.
في نهاية الأمر اكتشفت مدى غبائي...... لقد تسرعت في حكمي على زوجتي لمجرد أنني رأيتها تتكلم في الهاتف و تساءلت لو لم يكن اليوم هو موعد الاحتفال بترقيتي ماذا كان سيحدث؟... من الممكن أن أكون أقتلعت حنجرة زوجتي..... و كل هذا لأنها كانت تعدل لي مفاجأة ....... عاهدت نفسي أنني في المرة المقبلة سأحاول أن أتريث حتى أعلم ما الموضوع بالضبط.
استلقيت على السرير و كررت السؤال و انا أسخر من نفسي ..... مع من كانت تتحدث؟؟؟
ايه رايكم يا جماعه؟؟؟