انسدل ستار الليل وتناثرت النجوم اللامعه كقطع من الماس تزين ثوبا قاتم السواد وانضم القمر اليها ليكمل اللوحه الرائعه .
نظرت الي المشهد بافتتان واستمتاع, واخذت استرجع بعض الذكريات وانا مستلقي علي( الشيزلونج) وقدماي ملامستان لماء البحر المتوسط, وانا مستلقي علي الشاطئ في مدينه الاسكندريه التي اعشقها اكثر من روحي.
ذكريات عديده مختلطه؛ منها ذكريات حبي الاول و, وذكري بعض اصدقائي الذين تفرقت بنا السبل وذهب كل منا في طريق فلم نعد نعلم عن بعضنا اي شئ ويا للالم ومااصعب الفراق سواء فراق صديق او حبيب ,وعند هذه النقطه اختلج قلبي بشده ,فذكر الحبيب اثار في قلبي شجون كثيره كيف لا وقد تحطم قلبي, ومعه روحي عندما فوجئت بحبي الوحيد وهو ينساب من بين اصابعي ليذهب لاصابع غيري بلا رجعه ,ياله من الم وياله من حزن ,الان فقط اؤمن بان الحياه لا قيمه لها بدون حبيب تشاطره همسات روحك وخلجات قلبك ,و افكارك. وماالحل اذا كان قلبي لايرضي بغيرها حبيبه ,فاصبح كالصندوق المغلق برتاج حديدي يابي ان ينفتح لاي اخري فحكم علي بالحياه بلا روح .
انسابت هذه الافكار كلها في ذهني وانا اتامل النجوم واترك نفسي تذوب في هذا الجمال حتي لم اعد اشعر بشئ ابدا,وفجاه لفت انتباهي امر ما,لقد رايت مايشبه الشهاب يندفع بسرعه في السماء وبالتحديد يندفع نحو القمر, ويقترب منه رويدا رويدا, وتضح معالمه رويدا رويدا ,وياللهول لم يكن هذا شهابا مضيئا عاديا ,لقد كان اكبر من مجرد شهاب اعتقد انه مقارنه بينه وبين القمر فان حجمه يكاد يقارب خمسه اضعاف حجم جبل بمعني ادق لقد كان كويكبا ضالا مندفعا .
قفزت من مقعدي مندهشا وانا اتابع هذا المشهد المثير منتظرا النتيجه .
وحدث ماتوقعته, ويالها من كارثه, فلاول مره منذ مشي الانسان علي وجه الارض تلقي القمر ضربه ساحقه من هذا الكويكب, ضربه رايت اثرها من موقعي رغم بعد المسافه. ضربه اكاد اقسم انها نسفت وسحقت وفتتت نصف القمر, وجعلت هذا النصف المفتت يتناثر في الفضاء في كل مكان علي هيئه شظايا مختلفه الاشكال والاحجام.
وياله من مشهد مذهل مااسفرت عنه هذه الكارثه, كل ماتبقي من القمر هو نصفه فاصبح كالهلال برغم انه من دقيقه كان بدرا كامل,ا ولانه لم يكن هناك غيري علي الشاطئ بحكم تاجيري للشاليه في منطقه منعزله, لحبي الهدوء لذلك لم اري رد فعل الناس عما حدث.
هرعت الي الشاليه بسرعه لاري ماتتناقله وكالات الانباء عن هذا الامر, واشعلت التلفاز ورايت ماتوقعت؛ كل شعوب الارض في ذعر هائل, وخوف بلا حدود. الكل يجري خارج منزله بلا هدف, والناس تتدافع ,وهناك من يلقي بنفسه من فوق الاسطح لاعتقادهم بان مايحدث هو مقدمه يوم الساعه, وظهرت مذيعه الانباء بوجه شاحب لتنقل مظاهر الذعر المنتشره في جميع انحاء العالم, وانصت لها برهه وهي تقول: سيداتي وسادتي العالم كله في صدمه من هذه المفاجاه الساحقه التي لم يتوقعها احد, والتي لا نعرف نتائجها حتي الان ولكن الشيئ الوحيد المؤكد هو ان هذه الحادثه لم تمر مرور الكرام فلقد جاءنا تقرير من احد مراسلينا منذ قليل بسقوط نيزك هائل من حطام القمر علي مدينه سيدني باستراليا مما اسفر عن سحق المدينه بالكامل ووفاه كل سكانها وتدمير بعض القري المحيطه .
وليس هذا الحادث الوحيد من نوعه, فلقد وردنا منذ قليل عده تقارير مشابهه من باريس وطوكيو, ولوس انجلوس, والرياض, وكل هذه المدن تم محوها من علي سطح الارض لذا فاننا نناشد السكان الهدوء واخلاء المدن بانتظام واتباع اجراءات السلامه والامن و......
فجاه انقطع التيار الكهربائي, فانطفات شاشه التلفاز واظلمت الحجره تحسست طريقي الي الخارج, حتي وجدت مصباح بطاريه احتفظ به للطوارئ اشعلته وتحسست طريقي للخارج ورجعت الي الشاطئ اتامل مايحدث. وجدت القمر بوضعه الجديد ولكن الجديد في الامر اني رايت بعض الشهب تتساقط منه. تابعت سقوطها حزينا علي الابرياء الذين ستسقط هذه الاشياء الرهيبه علي رؤوسهم حامله اليهم الموت. وفجاه انتفض جسدي رعباوهلعا؛
لقد رايت احد الشهب الساقطه يقترب مني او بمعني ادق من البحر قريبا حيث اقف علي بعد كيلومترين تقريبا واستمر هذا النيزك المشتعل بالسقوط نحو البحر, حتي حدث الاصطدام.
وياله من اصطدام فبرغم بعد المسافه فلقد بدا وكان انفجارا ذريا حدث في عمق البحر وارتفع الماء الي عنان السماء راسما الشكل الشبيه بعش الغراب بدوي هائل رهيب وفجاه انتفض جسدي انتفاضه تفوق الاولي الف مره, هذا لاني رايت الموت يقترب مني رايته يقترب في صوره اكبر واضخم موجه رايتها في حياتي ,
موجه يقترب ارتفاعها من الكيلومترين, وعرضها بعرض الشاطئ كله, سمرني الرعب لحظات اخذت احدق في الموجه, لا ادري ماذا افعل ولا الي اين اذهب كل مافكرت فيه هو انني ساموت بعد لحظات, ويا الهي منذ ساعه كنت اجلس في امان ولم يكن هناك اي شئ اقلق عليه, والان انا اواجه الموت والعالم كله يتم تحطيمه من حولي بسبب النيازك الساقطه من حطام القمر, سالت نفسي سؤال هل انا مستعد للموت الان؟ هل انا مستعد الان انا اقابل ربي؟ لم اجد اجابه علي كل هذه الاسئله, فالقيت كل هذا خارج راسي واسرعت الي الشاليه, والموجه قد اقتربت الي حد مخيف, لدرجه انها حجبت اي مصدر للضوء سواء قريب او بعيد. وعندما وصلت الي الشاليه جلست علي اول كرسي ونظرت عبر النافذه فلم ار سوي سطح ازرق هو الموجه. تلوت الشهادتين ومر شريط حياتي بسرعه امام عيني.
تذكرت كل حدث, كل شخص؛
ابي امي اخوتي اصدقائي جيراني. وعند اول ملامسه للموجه للشاليه كانت صوره واحده فقط تحتل عقلي وكياني كانت صوره احب المخلوقات الي قلبي واختلطت دموع عيني بماء البحر عندما غمرني ليعلن نهايه حياتي نهايه حبي بل ونهايه العالم مع اني كنت معتبره منتهيا قبل هذه الكارثه, ولكن هذه الكارثه اراحتني من العيش بلا روح علي الاقل. فما الفائده من ان تعيش بلا قلب او بقلب ممزق؟ من يدري ربما اقابلها في العالم الاخر, وعندها تتغير الامور ونعود لبعضنا ونعيش سويه في هذا العالم الرائع الخالي من اي احزان او اي قلق او خوف .
من يدري؟