عفاريت هندسة المنصورة
عفاريت هندسة المنصورة
عفاريت هندسة المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عفاريت هندسة المنصورة


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماتوا ومعهم الموبايل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
golden_tiger
عفريت محترف
عفريت محترف
golden_tiger


ذكر
عدد الرسائل : 974
العمر : 36
Emploi : (مهن) وباقى ال...(دس)
Loisirs : رياضى من المقام الرفيع
نقاط : 62611
تقييـــم الأداء : 0
تاريخ التسجيل : 01/11/2007

ماتوا ومعهم الموبايل Empty
مُساهمةموضوع: ماتوا ومعهم الموبايل   ماتوا ومعهم الموبايل I_icon_minitimeالخميس 18 سبتمبر - 16:53:33


ماتوا ومعهم الموبايل

بقلم/ د. أحمد خالد توفيق
16/9/2008


قرأت ما كتبه العالم عن حادث الدويقة في عدة صحف ومواقع غربية
، وقد استلفت نظري ذلك الخبر عن المكالمات التي كان البؤساء يجرونها
مع العالم الخارجي بالهاتف المحمول. علق قارئ أمريكي علي الخبر قائلاً
: «هذا سخف.. الخبر ملفق.. لا يمكن أن يكون هناك أناس فقراء
لهذا الحد ولديهم هاتف محمول.. دعك من أن مصر ليست في أفريقيا أصلاً !»
رد عليه قارئ غربي آخر يعرف مصر: «بالعكس.. مصر في أفريقيا فعلاً.
. ثم أنك لم تر مصر لتعرف مدي انتشار المحمول ورخص ثمنه !..»

فعلاً مصر بلد غريب.. المحمول في يد الجميع وبرغم هذا يمكنك بسهولة
أن تجد نفسك تحت أنقاض بناية سقطت لأن المقاول لص ولأن موظفي
الحي مرتشون. يمكنك أن تحمل المحمول ولا يكون لك بيت سوي عشة صفيح. بلد التناقضات فعلاً.
لكني بلا مبالغة أرشح حادث الدويقة كأسوأ وألعن حادث عرفته مصر منذ أعوام
. هذا هو الموت البطيء القاسي بالمعني الحرفي. هؤلاء قوم كانوا يختطفون دقائق من النوم
بعد السحور، وفي السابعة صباحًا يتهيئون ليوم جديد من المعاناة، ليجدوا أنفسهم فجأة في أقسي تجربة
يمكن أن تمر ببشر. إن سعداء الحظ فعلاً هم من قضوا نحبهم لحظة الانهيار، لكن تخيل أن هذه
الجلاميد تحتها أحياء يحاولون الاتصال بالعالم الخارجي ويستعملون الهاتف الجوال
، وأنهم يموتون ببطء في لحظة كتابة هذه السطور (لن يكونوا كذلك عندما تقرأها أنت)
. وبينما أنت تتناول الإفطار وتشاهد تمثيلية يسرا السخيفة،
هم لم يذوقوا الطعام أو قطرة ماء منذ أيام. هذا شيء يدفع للخبال.
أن تتخيل الظلام والقبر قبل القبر، والرجل يري أحبابه يموتون واحدًا
تلو الآخر وبعضهم بدأ يتعفن فعلاً، وهو عاجز عن الحركة أو عمل شيء.
. يتدخل خيالي الشيطاني ليزيد الأمور سوءًا: ربما يكون موت الطفل بين ذراعي أمه
قاسيًا، لكن ماذا عن موت الأم بين ذراعي طفلها الذي سيقبع وحده
في الظلام ويصرخ بلا انقطاع؟.. أليس هذا كافيًا للجنون؟..
هانيبال أذاب صخور جبال الألب بالخل المركز يصبه رجاله صبًا فوق الجلاميد لتعبر منها الأفيال،
فمن لنا بهانيبال آخر يذيب هذه الصخور لتعبر منها الأفيال الحديدية: البلدوزرات..؟
لا يمكنك أبدًا أن تشعر بالملل في مصر، لأنك في كل يوم تخوض تجربة جديدة يحتاج الغربي
إلي دخول ديزني لاند ودفع مبلغ باهظ من المال كي يجربها.

الصحف العالمية تتكلم عن الحادث بمزيج من الدهشة والحسرة
واستمتاع المحرر بأنه ليس مصريًا والحمد لله:
«(فرغلي غريب) فقد 8 أفراد من أسرته (خمس أخوات وزوجة أخ وطفليها) وهو لا يطلب شيئًا
سوي أن يستطيع دفن أقاربه. محمد جبر وهو إسكافي من المنطقة يؤكد أن الحكومة تعمل في شيء
ما فوق الهضبة منذ زمن، ويتهمها بالتسبب في الانهيار».
«(علي محمد إبراهيم) يطالب برفع جثث أسرته من تحت الأنقاض..
زوجتي وأطفالي الثلاثة تحت الحجارة.. الحكومة تعدنا بتحسين حالنا
لكن لا شيء يحدث وهذا أكبر دليل علي كذبهم».
صحيفة أخري تقول: «يوم الأحد كان عدد قوات الأمن المركزي وضباط الأمن
أكثر بكثير من عمال الإنقاذ في منشية ناصر. بدا أن المنقذين لا يفعلون شيئًا
تقريبا وحتي مساء السبت لم تظهر آلية ثقيلة واحدة. هناك بلدوزر واحد غير قادر علي العبور».
وتعرف الصحف المنطقة للقارئ فتقول: «منشية ناصر منطقة عشوائية يسكنها 2.1 مليون
نسمة في مدينة بها 17 مليونًا. الحكومة لا تعترف بهذا لذا
يرتجل الناس طريقتهم في الحصول علي الماء والكهرباء».
«مصر لها سجل بائس في سلامة البناء وبخاصة إضافة طوابق إضافية دون ترخيص»
. يقول موقع آخر: «الحادث واحد من سلسلة كوارث فادحة وقعت في الأعوام الأخيرة
وهزت ثقة الناس في الحكومة وقدرتها علي التعامل مع الكوارث.
. وللمرة الثانية في شهر واحد تتصدر الصحف عناوين تتهم الحكومة بالعجز وعدم الكفاءة».
صحيفة بريطانية تقول علي لسان ضياء رشوان من مركز الأهرام
: «الخطير فعلا ليس هذه الكوارث، بل عدم وجود خطة للتعامل معها.
. احترق أهم موقع حساس في مصر لكن لم تكن لدي الحكومة خطة..».
كما هو واضح، يعرف المراسلون الغربيون الكثير عن مصر
ولا يمكن خداعهم بسهولة، ومن الواضح أن فضيحتنا بجلاجل وعالمية فعلاً
. أعتقد أنهم مسرورون جدًا لأنهم ليسوا مصريين، أما نحن فلنا الله،
ولنتذكر علي الأقل أن معظم من يموتون منا يموتون وفي يدهم الموبايل.

مع تحيات
ماتوا ومعهم الموبايل 37ماتوا ومعهم الموبايل 18ماتوا ومعهم الموبايل 22ماتوا ومعهم الموبايل 24ماتوا ومعهم الموبايل 40..............ماتوا ومعهم الموبايل 30ماتوا ومعهم الموبايل 18ماتوا ومعهم الموبايل 16ماتوا ومعهم الموبايل 27ماتوا ومعهم الموبايل 31ماتوا ومعهم الموبايل 22

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماتوا ومعهم الموبايل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شخصيتك من رنة الموبايل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عفاريت هندسة المنصورة :: منتدى المواهب :: منتدى الخواطر الأدبية-
انتقل الى: