خدعة الحياة
...............................
لا بد ان كل انسان منا يحاول ان يتعايش وظروف العصر الذى يعيش فيه ...ولا بد ان كل انسان منا يريد ان يكون له مستقبل باهر يؤمن به حياته ويحافظ به على امانيه التى يامل انها سوف تتحقق له فى يوم من الايام ...ولا بد ان كل انسان منا يريد الاستقرار والعيش فى امان وفى هدوء وان يكون مطمئنا على من حوله حتى يطمئن على نفسه فمما لا جدال فيه ان الامن والامان الذى يريد الانسان ان يتحققا له لا ياتيان من فراغ وانما هما نتاج لمعاملة جيدة وحسنة مع الناس تكون ممزوجة بشئ من الحب والاحترام والتقدير المتبادل...ولا بد ان كل انسان منا يريد ان يرى الحياة بعين الامل والتفاؤل حتى يتسنى له بناء مستقبل مشرق يكون اساسه الايمان غير المحدود بالله عز وجل وايضا الرضا بما قسمه الله للانسان وما اراده الله لا بد انه سيحدث فسبحانه هو القادر على كل شئ.كل هذه الاشياء ارادها الله للانسان وجعلها منوار لفكره وعقله واساس لامنياته واحلامه ومطالبه ولكن الله سبحانه وتعالى ايضا نور الانسان باغلى نعمة الا وهى نعمة العقل اى نعمة التفكير ...ولكن الاساليب العلمية تقول ان لكل قاعدة شواذ من الممكن ان تعوق استخدام قوانين القاعدة الاصلية حيث ان ذلك يعتبر استثناءا للتطبيق ومن الممكن ان تكون دليلا لصحة التطبيق فيعتبر ذلك اسلوبا منطقيا للاقناع والاستدلال...اقصد من كلامى هذا ان درجات التفاوت فى التفكير عند كل انسان هو امر طبيعى وامر حتمى ولكن الله سبحانه وتعالى لم يخلق احدا منا يمتاز بقلة التفكير بما يعرف بالغباء الفكرى ولكن الانسان كما تعودنا منه هو الذى يعطى للشئ القيمة بمعنى ان يستخدم التفكير المنهجى والمنطقى فيظهر بشئ من الذكاء وهذا المطلوب او انه يتعدى حاجز العقل والمنطق والخروج عن المالوف بدافع من الغرور المتزايد او بدافع الزعم بانه يفهم كل شئ فى امور الحياة فهذا ولا شك دافع من الغباء الفكرى كما اشرت وكما اريد ان اوضح ..ولذلك اقول بان الله تعالى اعطى للانسان كل شئ لكى يفعل كل شئ ولكنه سبحانه ميزه بنعمة التدبير قبل التفكير بمعنى انه يخطط لنفسه ما يريد ان يفعله ثم يفكر بعقله كيف يفعلها ؟ والحكمة تقتضى منا ان نفعل الاشياء على اتم وجه لكى نخرج بنتاج علمى من الممكن ان يكون اداة لخدمة الحياة البشرية .لا شك ان امور الحياة تختلف على مر العصور تبعا للتقدم التكنولوجى والعلمى وتبعا للوسائل المستخدمة واسس التفكير المنطقى الموجودة فى كل عصر ولكن الانسان هو الذى يخلق للعصر الذى يعيش فيه السمة التى تميز ذلك العصر كما يقول لنا التاريخ وهذا معلوم ومسلم به ...وسمة العصور هى الدافع وراء اختلاف الظروف المعيشية بشتى مجالاتها وانواعها وطرق استخدامها ولهذا فان خدعة الحياة تاتى من دوافع الانسان لمواجهة الظروف المحيطة به ومن الممكن ان تبوء تلك المواجهة بامرين اما الانتصار على ظروف الحياة بما يوحى للانسان انه يسير على الطريق السليم ونحو اسلوب علمى مميز او انها تبوء بالفشل مما يوحى للانسان انه كان يسير نحو الطريق الخاطئ والذى كان اساسه التفكير الخاطئ والتدبير غير السليم والمشوب بشئ من الدافع والتسرع ...فالحياة تريد منا التامل والتانى فى ذات الوقت ويجب مراعاة الاشياء مهما كانت قيمتها ومهما كانت درجة تفاوتها فى المكانة بين الناس ..وليس معنى كلامى هذا ان الانسان يكون متحجرا بعقله طوال اوقات حياته فمن البديهى وعلى سبيل المثال بانه لا يمكن ابدا قسمة العملة الى نصفين ولا يمكن تداول النصفين بدون اى منهما ولكن اذا ارادت العملة ان تتداول فلا بد ان تكون متكاملة فى شكلها وهيئتها وقيمتها ولذلك فان العقل وحده غير كاف لتخطيط حياة الانسان بشكل صحيح ولكن الشئ الذى لا بد ان يكون بجانب العقل هو ولا شك قلب الانسان فلا يمكن ابدا ان يسير الانسان فى الحياة بعقله دون قلبه فهذا يعرف بالتحجر فى الحياة وهذا ما لا يجب ان يكون ابدا ...ولذلك فاننا ندور فى دائرة مغلقة ومتكاملة تدعى بالحياة واننا نشير فيها بشيئين هما العقل والقلب فلا يمكن ابدا ان تكون الوظيفة الوحيدة للقلب هى ضخ الدم من خلال الشرايين والتى تضمن للانسان استمرار حياته ولكن لكل قاعدة اسس وقواعد تسير بها وايضا لكل قاعدة تطبيق يكون نتيجة للاستخدام ...اقصد من كلامى هذا ان القلب هو الشعور بالحياة وهو دليل الانسان للوصول الى طريق الابتسامى الممزوجة بحمرة الخجل والتفاؤل ولذلك فان اعظم مراتب التفكير هو التفكير المرحلى بمعنى ان لكل مرحلة من مراحل الانسان يجب ان يكون لها جزء من التفكير المشغول حتى يتسنى للانسان المستقبل الباهر والسليم الذى يريده ...وان اعظم مراتب الشعور هو الحب الصادق الذى يضمن للانسان حياة سعيدة فى ظل مستقبل باهر ومشرق اساسه التفكير المنطقى السليم .اختم كلامى بان العقل والقلب اداتان متكاملتان لا يمكن ابدا ان يتم الاستغناء عنهما فى مواجهة خدع الحياة المتكررة وان السلسلة المعيشية التى يجب ان يرتديها الانسان فى كل وقت هى الايمان بالله ثم حب الحياة بشكل عاقل ولا يصل هذا الحب الى مرتبة الحرص عليها ثم التفكير السليم الممزوج بالشعور المتكامل فى تدبير شئون الحياة من اقامة العلاقات الاساسية التى يكون فيها دافع من الحب والاحترام والتقدير بين الناس بعضهم البعض وهذا هو المقصد من الحديث .
........................................................................................................
Leaderofmansoura_88
……………………………………................................................
اجمل لحظات العمر هى ان ترى ابتسامة الامل فى عيون الحياة