ههههههههههههه متخافيش الخناق هيستمر لغاية آخر لحظة بس همه لازم يحصل بينهم هدنه من وقت للتاني
و ان شاء الله مش هتاخر عليكم ميرسي يا زهوره عالمتابعه الغاليه
زاهــــــره عفريت سوبر
عدد الرسائل : 2385 العمر : 37 Emploi : طالبه في كلية هندسه Loisirs : جاري البحث نقاط : 63610 تقييـــم الأداء : 1 تاريخ التسجيل : 04/10/2007
موضوع: رد: "وعــــادت" رواية مش طويله أتمنى تعجبكم الأحد 12 أكتوبر - 3:46:17
الجزء الرابع
لو كان أسهل مراساً... ابتعد نادر بينما رمته ملك بنظرات غاضبة فقادها نبيل إلى سيارته و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة أغلبها كان عن المتعجرفين العديمي الذوق: - رويدك يا فتاة لما كل هذا الغضب؟ أستطيع القول أنه لو كانت النظرات تقتل لتردى أخي قتيلاً... إنك تصوبين سهام نظراتك إلى ظهره. ابتسمت و قد بدأ الغضب يفارقها: - ألا ترى كيف رفض عرضك و كيف حدثنا قائلاً... قلدته " لا تطيلا السهر" و كأننا أطفال صغار. ضحك نبيل: - إنك ماهرة في تقليده... لا تتكدري سوف نستمتع مارأيك أن ننتظر عمي ريثما يخرج من المحكمة ليذهب معنا و لنترك ذا الوجه العبوس "كما تدعينه" ليجلس في البيت وحيداً...هاهو عمي قادم. نظرت إليه مبتسمة: - أحياناً أتساءل كيف تكون أنت و نادر إخوه إنكما مختلفان كل الإختلاف طبعاً باستثناء الشكل فشبهكما واضح. مازحها: - و أنا أيضا في بعض الأوقات أتساءل مثلك...فأنا خفيف الظل أوقع الفتيات في سحري بينما نادر لا يكف عن العبوس و الصراخ في كل من يقابله هذا بالإضافة إلى الكثير الذي يمنعني تواضعي من ذكره. ضحكت و لكزته بكوعها: - إنك شخص ميؤوس منه. انضم والدها إليهما و خرجوا في غداء متأخر بعدها فاجأها نبيل بأن اصطحبهم إلى الملاهي و بعد أن رفضت رفض شديد أن تلعب و صرحت بأنها كبرت على هذه الأمور انخرطت في اللعب كالأطفال هي و نبيل و شاركهما والدها في بعض الألعاب الخفيفة، انفجرت ملك بالضحك عندما قال والدها و هو يلهث واضعاً يده على صدره: - هذا يكفي إن قلبي الهَرِم لن يتحمل أكثر من ذلك. احاطت كتفيه بذراعها: - أيها المحتال إن قلبك كالحديد. تفاجأت ملك بأن نبيل يصورهما فركضت وراءه: - هات أيها اللئيم. في النهاية أراها مقطع الفيديو و قال بإصرار: - لن أدعك تمسحينه هل فهمتي؟ - لااا لن أطلب منك ذلك... إنه جميل أرسله إلى هاتفي و أريد كل الصور التي التقطناها. وقف طلعت بينهما متأبطاً ذراع كلاً منهما: - هيا يا أولاد لنعود إلى المنزل و يكفينا لعب لليوم لا أريد أن اذهب للشركة غدا و عيني حمراوتين كالشباب الساهرين. وصلوا إلى المنزل في وقت متأخر فصعد والد ملك و نبيل للنوم مباشرة لكن ملك و بالرغم من ان يومها كان مرهق لم تكن تحس برغبة في النوم فتوجهت لغرفة الجلوس و جلست في الظلام متنهدة... ما أجمل عودتها للوطن منذ سافرت لتعيش مع خالتها افتقدت صحبة ولدي عمها و أصدقائها...عشر سنوات من الانعزال ، قفزت مذعورة عندما سمعت صوت نادر: - ماذا تفعلين في الظلام يا فتاة؟ ركضت لمفتاح النور و أضاءته ثم نظرت لمكان الصوت.... كان نادر يجلس باسترخاء على الأريكه فسألته: - وأنت ماذا تفعل في الظلام؟ - هل علموكِ في هارفرد أن لا تجيبي على أي سؤال بصورة مباشرة؟... لما كل إجاباتك على أسئلتي تكون أسئلة؟ ابتسمت و قررت أن لا تتشاجر معه و خاصة أن يومها كان جميل فجلست بجواره على الأريكة: - دعنا من إجاباتي و أخبرني لماذا لم تنم حتى الآن ألم تخبرنا أنك تريد النوم مبكراً لقد فاتك الكثير من المرح اليوم. فتحت هاتفها و أرته الصور و كان يكافئها بابتسامة بين حين و آخر و ضحك بقوة عندما رآى منظر عمه و هي يشتكي خائفاً على قلبه و قال بعدم تصديق: - إنك و نبيل مجنونان هل جعلتمانه يركب معكما حقاً يا إلهي كم أرغب في الصعود و الإطمئنان على عمي. - لا تقلق عليه لقد ذهب للنوم و الابتسامة تزين وجهه. سألها بقلق: - هل تناولتِ عشاءك أعلم أن أمام كل هذه الإثارة و الصخب بإمكانك نسيان الطعام نهائياً. - بما أننا تناولنا غداءنا في وقت متأخر لم أشعر بالجوع لذلك عندما مررنا في طريق عودتنا على مطعم تناول والدي و نبيل طعام خفيف و أكتفيت أنا بالمثلجات لكنه كان كم كبير من المثلجات. ابتسم: - بالحليب و المكسرات؟ أومأت رأسها: - بالحليب و المكسرات. قال باستغراب: - لطالما كنت أتعجب من كرهك الشديد للحليب و في نفس الوقت حبك العميق بل إدمانك الرهيب للمثلجات بنكهة الحليب. - إن الامر غير مستغرب فطعمهما مختلف تماماً كمثلجات اليوم و المثلجات التي كنت تحضرها لي أتذكر؟ - أيهما أفضل؟ - بالطبع التي كنت تجلبها لي...حتى الآن لم أذق مثلها. سألها: - حتى في أمريكا؟ كررت بصوت ناعس: - حتى في أمريكا. أخذا يتحدثان عن بعض الأمور التي حدثت في المحكمة و كيف توصلت إلى هذا الكم من المعلومات حتى أحس نادر أنه يكلم نفسه و أحس بثقل على كتفه التفت فرآى ملك نائمة على كتفه و قد انتشر شعرها الطويل على ذراعه... هز رأسه مبتسماً: يالك من فتاة فوضوية. هزّها برفق: - ملك...ملّوكه. همهمت و دست رأسها في رقبته فامسكها من كتفيها و ابعدها عنه قبل أن ينفضها: - ملك استيقظي يا فتاة. فتحت عينيها بذعر: - ماذا...ماذا حدث؟ زلزال؟ فركت عينيها فضحك: - لا... لا زلزال .... و أكمل في نفسه إن كان من زلزال فهو بداخلي، ساعدها على الوقوف: - هيا إلى غرفتك لتنامي فالنوم و أنتِ جالسة على الأريكة و رأسك ملقى على كتفي حتى و إن كان مغري فسيسبب لك آلام في عظامك غداً. احمر وجهها خجلاً: - أنا ... أنا أعتذر لم انتبه إلى أن رأسي سقط عليك. لم تكن تتوقع ما فعل لكنه ابتسم و قال لها: - لا عليك أعلم أنك متعبة.... و أنا موجود لأقدم لك كتفي في لتنامي عليه في أي وقت لكن ليس اليوم فوسادتك أولى بك ها هي تناديكِ لتستريحي كما يجب. بعد أن خرجت مسرعة ارتمى على الأريكة: - يا إلهي ما الذي يحدث لي ها انا ألجأ إلى المزاح كنبيل لكن الفرق بيننا أن هذا المزاح من طبيعتك أما أنا فأحاول أن أخفي به توتري... لا... يجب ان أضع حد لما يحدث. *********************** بعد أن بدأت ملك عملها المعتاد في الشؤون القانونية الخاصة بالموظفين دخل نادر و في يده لفافة وضعها على المكتب فسألته: - ما هذا؟ - إنها وجبتك المفضلة. اختطفت اللفافة من على المكتب و نزعت الورق الملفوف حولها: - لا تقل أنها مثلجات. ابتسم: - و المذاق المفضل لكِ أيتها الشرهة...و الآن اتركك لتقضي على الكوب البائس لكن حذار أن يدخل أحد الموظفين و يراكِ و أنتِ تلطخين أنفك فستهتز صورة المحامية الجدية و لسوف ينتشر الخبر في المكان. ضحكت ثم سألته باعتراض: - لماذا تذهب؟ شاركني....
قاطعها: - صدقاَ لا وقت لدي....مرة أخرى. ************************* دفن نادر نفسه في العمل أكثر من السابق فلم يعد يراه أحد إلا نادراً حتى ان ملك قالت له في أحد المرات عندما صادفته و هي تخرج من مكتبها: - إنك اسم على مسمى يا رجل....نادر...نادر الوجود...نادر الظهور... عندما عبس ابتسمت و أنهت كلامها: - نادر الابتسام. ابتسم تلك الابتسامة الرائعة فقالت بمرح: - مرحى لك... بالرغم من أنني انتزعت منك الابتسامة انتزاعاً إلاّ أنها جميلة....أراك لاحقاً يا ذا الوجه العبوس. بعد أن ابتعدت قال: - أراك لاحقاً يا وجه الملاك. قرر نبيل أنه يجب أن يبدأ أحد بالاهتمام بتلك الشابة على حسب قوله: - إنك تحتاجين للخروج ...لقد أصبحتِ مثل نادر و عمي لا تعرفين إلاّ طريق الشركة. اقتضت حملة نبيل الترفيهية أن يخرجا معاً كل يوم بعد العمل... أحياناً يصطحبهاإلى مطاعم و أحياناً أخرى يتمشيان فقط كانت تحس بالسعادة و هي تشاهد طريقة نبيل في التصرف فهو يتلاءم مع المكان الذي يتواجدان فيه راقٍ كان أم شعبي...كان يسحر كل من يراه أو يتعامل معه بلطفه و بساطته في الكلام و التعامل...فكرت ملك أن نادر و نبيل يختلفان كالليل و النهار لكنها يشتركان في سرعتها في كسب محبة و احترام الناس. عاد نادر إلى مزاجه الحاد و كأن الأسبوع الذي ساد السلام خلاله بينه و بين ملك كان هدنة عابرة...بدأت ملك في اجتنابه فبعد أن رفض عروضها المستمرة للخروج معها و مع نبيل بدأ في الشجارمعها معبراً عن غيظ لا تفهم سببه و قال لها: - لا يطيب لي أن اقضي وقتي في التقافز من مكان لآخر كالشباب الطائش الذين لا عمل لهم. صاحت به: - حتى أبي يأتي معنا في بعض المرات لماذا تتصرف بهذا الشكل الكريه و كأنك تعمل جاهداً لتحملني على كرهك. ترقرقت الدموع في عينيها و ركضت قبل أن تبكي أمامه. نظر إليها و هي تختفي في آخر الممر و مسح وجهه بإحباط: - بل أعمل جاهداً على حمل قلبي على نسيان حبك يا وجه الملاك. ************************** كان المطعم الذي اصطحبها إليه نبيل من النوع الذي بإمكان المرء أن يمنحه سبعون نجمة... بعد أن قادهما النادل إلى طاولتهما و جلسا مالت ملك على الطاولة: - إنه يذكرني بالطبقة الأرسطقراطية التي نقرأ عندها في القصص. ابتسم: - امسحي هذه الابتسامة المشاكسة من على وجهك و اسندي ظهرك إلى مقعدك...تصرفي كسيدة مجتمع يا فتاة. اتسعت ابتسامتها: - سافعل إن فعلت. بعد أن انتهيا من تناول الطعام ربتت على بطنها: - أحس أنني سأنفجر... بالمناسبة أعتقد أننا سنُحرم من خروجاتنا و جولاتنا الجهنمية لفترة لأنني في الفترة القادمة سأغرق في كم من العمل لا بأس به...كلها قضايا صغيرة لا تخلو منها أي شركة لكنها كثيرة. - و أنا أيضاً فيبدو أن عمي يريد أن يقوم بالجردة السنوية في هذا الوقت على خلاف العادة و نادر لن يرحمني إن توقفت عن العمل حتى و لو لأنام. ضحكت....نادر آه منه ذلك الشخص النكد لكنها لا تستطيع إلاّ أن تحمل له كل مودة و احترام. - أتعلم يا نبيل بالرغم من أنك تكبرني بعامين إلاّ أنني أحس أننا في سن واحد و تفكيرنا واحد و اهتماماتنا واحدة أما نادر فأشعر أن السبع أعوام التي تفصلنا سبعون . ضحك نبيل و فجأة طرأت فكرة في رأسه لا يعلم من أين أتت لكنها منطقية جداً و استغرب أنه لم يلاحظ هذا الأمر منذ زمن... إن ملك تحب نادر مازحها: - يخيل لي أنك تحبينه يا ملّوكه بالرغم من السبعون عاماً التي تفصلكما. هزت رأسها بدهشة: - هل بدأت في التخريف يا نبيل؟ إنني بالكاد أطيقه... لا يمكننا أن نتحدث معاً دون أن نتشاجر إنه... إنه صعب و ليس سهل المعشر مثلك. قالت بنبرة حزينة: - آه لو كان أسهل مراساً.... نظر نبيل إلى عينيها الحزينتين و هي تتكلم... إنها حقاً تحب نادر ذلك البائس لا يمكنه أن لا يكون لاحظ لكنه يعرف اخيه فبالرغم من عبقريته التجارية لا يرى أمامه لمدة بوصة عاطفياً. قال لها: - لو كان كذلك لما أحببته... إنه نادر و أنت تحبينه على صفاته الصعبة و عبوسه المستمر. احمر وجهها خجلاً: - ما هذا الذي تقوله يا نبيل... قاطعها: - الحقيقة... لكن لا تخافي سرك في بئر كما أنني سأعمل على... قاطعته بقوة: - لا لن تعمل على شئ... لن تقوم بدور الخاطبة و إلا قطعت رقبتك. قهقه ضاحكاً و هو يتحسس رقبته: - و الآن من يشبه نادر. نظرت له قليلاً ثم شاركته بالضحك.
اشوفكم في الجزء الخامس
زهرة الشتاء عفريت محترف
عدد الرسائل : 880 العمر : 36 Emploi : مشروع مهندسه Loisirs : سيبونى افكر نقاط : 61553 تقييـــم الأداء : 4 تاريخ التسجيل : 12/02/2008
موضوع: رد: "وعــــادت" رواية مش طويله أتمنى تعجبكم الأحد 12 أكتوبر - 15:24:33
جميل اوى الجزء ده يازاهره بجد ضحكت من قلبى مستنيه الجزء الخامس واوعى تتاخرى
زاهــــــره عفريت سوبر
عدد الرسائل : 2385 العمر : 37 Emploi : طالبه في كلية هندسه Loisirs : جاري البحث نقاط : 63610 تقييـــم الأداء : 1 تاريخ التسجيل : 04/10/2007
موضوع: رد: "وعــــادت" رواية مش طويله أتمنى تعجبكم الإثنين 13 أكتوبر - 7:48:10
ربنا يجعل كل ايامك فرح يا زهرهر و ان شاء الله الجزء اللي بعده هينزل قريب جدا
و تشكرات يا جميل على المتابعه الغاليه
زاهــــــره عفريت سوبر
عدد الرسائل : 2385 العمر : 37 Emploi : طالبه في كلية هندسه Loisirs : جاري البحث نقاط : 63610 تقييـــم الأداء : 1 تاريخ التسجيل : 04/10/2007
موضوع: رد: "وعــــادت" رواية مش طويله أتمنى تعجبكم الجمعة 21 نوفمبر - 5:34:53
الفصل الخامس
الغيرة القاتلة
فاجأ طلعت الجميع عندما عقد اجتماع موسع لمجلس الإدارة و مدراء الأقسام و أعلن عن تخليه عن منصبه لابن اخيه نادر معلناً:
- لقد كان هو من يدير الشركة منذ زمن بعيد و كنت أشرف عليه من بعيد و بصورة متفاوتة بالرغم من أنه و الحق يقال لم يكن يحتاج إلى أي توجيه أو إشراف...آن لي أن أتقاعد و أجلس متفرجاً على ابني و هو ينمي الشركة كما كان يفعل طوال عشر سنوات.
اتفق الجميع على صحة هذا القرار و قال الكثير أنهم لم يكونوا ليحصلوا على أفضل من نادر رئيساً لهم و مسؤولاً عن شركتهم...وسط التهاني و المباركات و الضحك تلاقت أعينهما...نظرت ملك لنادر بفخر تهنؤه بينما ابتسمت لها عيناه إنها المرة الأولى التي تحس فيها أن نادر سعيد حقاً و ما جعله يكبر في نظرها أكثر معرفتها أن سعادته ليست بالمنصب بل بالثقة المطلقة التي وضعها والدها فيه و أعلنها للجميع...نظر لها نادر بفرح ها هي تنظر له بحنو و محبة... إنها تلك النظرة التي تنظرها لعمه لم يكن يظن أنه قد يحظى بواحدة قط... أحس أن قلبه يتخبط داخل قفصه الصدري قبل أن يسيطر على نفسه و يرسم تكشيرته المعتادة على شفتيه لكن تكشيرته و لأول مرة لم تصل إلى عينيه بل لم تجاوز شفتيه.
عاد العمل إلى وتيرته الطبيعية مع اختلاف بسيط لكنه جوهري بالنسبة لملك فلقد صارت تضطر لزيارة مكتب نادر بصورة أكبر و الإجتماع به بحكم أن والدها ترك الشركة لهم نهائياً، في بعض الأحيان كانت تغريها فكرة أن تبعث له بالأوراق اللازمة مع سكرتيرتها لكنها خافت أن يحلل تصرفها تحليلات توصله للسبب.
نتيجة لتعامل ملك مع نادر داخل العمل بصورة أكبر و رؤيتها له دائماً تعرفت على رأفت جيداً فهو المساعد الشخصي لنادر و ذراعه الأيمن كما قال لها.... رغم أنها تشك في أن يحتاج نادر إلى ذراع أيمن فهو من الاكتفاء الذاتي ما يمكنه من العمل و العيش وحيداً طوال حياته لكنها عادت و نهرت نفسها على هذا التفكير الغريب و ألقت اللوم على نبيل فلولا حديثهما الأخير في ذلك المطعم لما كانت الآن بكل هذا التوتر و الاضطراب.
**************************
أصبح نادر على حافة الانفجار فرأفت كان يختلق الحجج ليذهب إلى قسم الشؤون القانونية ليرى ملك كما أنهما كانا يتصادفان كثيراً و كلما رآهما معاً كان يرى ملك تضحك بسرور أو تتبادل معه الأحاديث بكل تلقائية....حاول قدر الإمكان شغل رأفت بالعمل لكنه نشيط بصورة لعينة كان ينتهي من عمله بسرعة ليذهب في جولاته الاستكشافية بحثاً عن ملك.
عندما لاحظت داليا أن رئيسها غير طبيعي قررت أن تكتشف بنفسها ما يحدث لأنها لا تجرؤ على سؤاله عن أي شئ و هو في ذلك المزاج الصعب... كان نبيل يخرج من مكتب أخيه فاستوقفته:
- سيد نبيل.
- نعم يا داليا... و أرجو أن تتوقفي عن قول سيد نبيل هذه أنتِ تشعرينني بأني عجوز.
احمر وجه داليا بخجل:
- لا يجوز أن أناديك باسمك هكذا.
نظر إلى وجهها الذي احمر بصورة ساحره و ابتسم:
- إنك تقومين بذلك مع نادر لا تقنعيني أنني مرعب أكثر من أخي.
- إنه ليس بالصورة التي يظنها الناس عنه.
إنها فتاة ذكية...أومأ برأسه:
- معك حق و مع ذلك فهو شخص يصعب التعامل معه... اتعلمين أنني أعتبرك الفتاة الخارقة لأنك استطعت التعامل مع أخي لمدة ثلاث سنوات.
قالت بارتباك:
- لست خارقة و لا شئ.
- بصرف النظر عن ذلك سوف نتفق من الآن انني نبيل و نبيل فقط لا تنسي يا ذات الضفيرة الطويلة أننا كنا نلعب سوية أمام منزلنا.
زاد ارتبك داليا و قالت:
- حــ... حسنا.
عندما لاحظ أنها تكاد تموت خجلاً و هذا جانب لم يره من قبل في سكرتيرة أخيه القديرة قال:
- بما أننا اتفقنا في هذا الأمر أخبريني ماذا كنتِ تريدين؟
- أريد أن أسألك سؤال و أتمنى أن لا تعتبره من باب التدخل في الخصوصيات لكن حال نادر لا يعجبني إنه غاضب دائماً و محبط.
جلس نبيل:
- اجلسي لأخبرك لكن ما سأقوله لكِ سر اتفقنا؟
أحست داليا بالغبطة دون أن تعرف السبب فلمجرد أن نبيل سيشركها في سر أحست أنها... لا تدري ما أحست به بالضبط خرجت من شرودها لتركز في ما يقوله نبيل.
أخبرها بطبيعة علاقة نادر بملك منذ الصغر و التي اتسمت بالعنف و المقارعة و انهى كلامه:
- و هكذا بإمكانك أن تري أنهما يحبان بعضهما لكنهما من العند و صلابة الرأس بحيث لا يريان أمامهما..إن نادر يضرب رأسه في الجدار غيرةً بسبب تصرفات رأفت التي تتفاعل معها ملك بعفوية...صمت قليلاً ثم قال:
- و أنا أنوي أن أحرك الأحداث أكثر و أجعل ملك تضرب رأسها هي أيضاً بمكتبها.
سألته داليا في لهفة كأنها تتابع فيلم سينمائي:
- كيف؟
ابتسم بمكر:
- عندي خطة ما رأيك أن تشاركيني بها؟
- كلي آذان صاغية.
بعد أن انهى نبيل كلامه و اتفقت معه على تنفيذه خرج و جلست هي تفكر...أن أجعل ملك تعتقد أنني أحب نادر في بداية الأمر وجدت الامر صعب لكنها عندما تذكرت نبيل ابتسمت... إن الأمر ليس صعب عندما يكون الانسان بالفعل يحب كل ما علي فعله أن اتخيل أنني أتعامل مع نبيل لتحل كل المشاكل...ضحكت: أو لتبدأ المشاكل.
************************
اندهش نادر من التبدل الذي طرأ على داليا فلقد صارت صامته أغلب الأوقات تبتسم لنفسها بين حين و أخر...ما الذي حدث لهذه الفتاة هل هي عاشقة؟
صارت تمزح معه بصورة أكبر و تعانده في حضور الناس كرأفت مثلاً الذي اندهش من تصرفاتها و ملك و نبيل الذي كان يشاركها في نكاتها بكل سرور.
كانت ملك تقسم أنها ستقتل سكرتيرة نادر...ما الذي أصاب تلك الفتاة لقد كانت فتاة محببة للنفس ما الذي بدّلها؟ و ما كمية الضحك الذي تضحكه هذا مع نادر هل يعملان أم يقضيان وقتهما في المزاح و خفة الدم؟ نهرت ملك نفسها...حذار يا ملك أن تدعي غضبك يجرفك إنها مشاعر الغيرة...
لكنها ما ان أدركت أنها تغار على نادر حتى إزداد غضبها إن الرجل لا يشعر بك و أنت تحرقين في نفسك لمجرد أنه يتبادل النكات مع سكرتيرته فليذهبا للجحيم.
سمعت طرق الباب فقالت و هي تسحب ملف و تفتحه أمامها:
- تفضل.
أطل رافت مبتسماً:
- كيف حال محاميتنا الواعدة؟
ابتسمت:
- ادخل يا رأفت و توقف عن التصرف كنبيل فأنت أكبر منه كما ان هذه التصرفات لا تكون بسحرها الكامل إلا عندما يكون نبيل هو من يقوم بها.
دخل ثم جلس و هو يضحك:
- حسناً...إنني ذاهب إلى الغداء ما رأيك في دعوة؟
نظرت إليه... من غير اللائق أن أذهب معه حثها:
- ما رأيك؟
- ما الذي يطلب رأفت رأيك فيه؟ هل لكما أن تخبراني فبإمكاني أن أسدي لكما النصح.
التفتا لنادر الذي كان يقف بالباب...دعت ملك الله أن لا يخبره رأفت لكن ما أن فتح رأفت فمه حتى أسرعت تقول:
- كان رأفت يدعوني للغداء لكنني مشغولة و لن أستطيع الذهاب.... التفتت لرأفت:
- أعتذر منك يا رأفت.
ترك مقعده و ابتسم:
- لا عليك... مرة أخرى.
ألقى التحية على نادر و خرج.
قالت ملك لنادر:
- قبل أن تبدأ أنا لم أطلب منه دعوتي و لم أكن أتوقع أن يعرضها من الأساس.
- ألا ترين السبب؟
تشاجرا بقوة و أمرها أن تتوقف عن الحديث من رأفت و المزاح معه في أرجاء الشركة و صاح بها هادراً:
- إن ما تفعلينه غير لائق.
صرخت به:
- و ماذا يمكنني أن أسمي ما تفعله أنت و سكرتيرتك؟ هل هو اللائق؟
- داليا؟
- نعم داليتك.
- لا تقولي داليتي... إنك لا تعلمين عن ماذا تتكلمين.
- لا أعلم؟ نورني هل هي أختك بالرضاعة.
استمر صراخهما في وجه بعضهما حتى دخل نبيل مسرعاً:
- توقفا يا متخلفان إن عمي في الشركة و أنتما تعرفان ما الذي سيحدث لو سمع أصواتكما أو عرف أنكما تتشاجران.
****************************
كانت القشة الأخيرة بالنسبة لملك عندما ذهبت إلى مكتب نادر و كانت في طريقها للداخل فقالت لها داليا:
- لا... لا يوجد أحد بالداخل غير السيد رأفت... لكنها أوامر نادر.
- هل هذه الأوامر تشمل الجميع أم تخصني فقط.
- إنك الوحيدة يا ملك من تدخل بدون استئذان و السيد نبيل طبعاً.
سألتها بغيظ:
- و هل السيد نبيل ينتظر هو أيضاً إذن الدخول كلما قدم إلى هنا؟
- لا.
أومأت ملك برأسها:
- حسناً... لقد فهمت.
- هل لك أن تنتظري لحظة ريثما أبلغه بـ...قاطعتها ملك:
- لا....
ألقت الملفات التي تحملها على مكتب داليا:
- اعطيه هذه الملفات و لو رغب في أي استفسار سيسر فريق عملي أن يوضحه له.
نادتها داليا لكنها لم ترد...توجهت مباشرة إلى مكتبها و كتبت سطرين في أول ورقة وقعت يدها عليها ثم عادت إلى مكتب نادر...كان رأفت يخرج مغلقاً الباب خلفه و عندما رآها ألقى عليها التحية لكنها كانت من الغضب بحيث لم تنتبه له ولم ترد عليه .
دفعت الباب و دخلت عندما رآى نادر منظر وجهها الغاضب توقع المشاكل... ألقت بالورقة على مكتبه:
- إنها استقالتي يستحسن لك أن توقعها لأنني لن أبقى.
خرجت مسرعة إلى مكتبها و انقضت على حاجياتها تلملمها.... دخل نادر كالإعصار:
- ملك إنني لست في مزاج يسمح لي بأن أتعامل مع نوبات غضبك.
- نوبة غضب؟ إذا رغبت أن تسميها كذلك فأنت حر لكنني لن ابقى هنا لحظة أخرى.... تحشرج صوتها و هي تكرر:
- لن أبقى.
جلست نادر:
- أخبريني ماذا حدث لكل هذا؟
تركت ما بيدها و قالت له بشراسة:
- لن أسمح لسكرتيرتك أن تتعالى علي و تطلب مني أن انتظر خارجاً و كانني...و كأنني...
صمتت و قد خانتها الكلمات.
قال بهدوء:
- أنا من طلبت منها ذلك... إن داليا لا تتصرف من تلقاء نفسها.
- و لن أسمح لك أنت أيضاً... صمتت قليلاً ثم قالت:
- لقد كانت تلك الفتاة طبيعية لا أدري ما الذي حدث لها.
لم تكمل حزم اغراضها لأنها احست أنها ستنفجر بالبكاء فحملت حقيبتها و خرجت ....وهي تمر بجوار نادر أمسك بمعصمها و أوقفها:
- ملك...توقفي عن هذه التصرفات بحق الله إنني مرهق و لا أستطيع أن اتعامل مع كثير من الامور و ها أنت تصعبين علي الوضع.
كانت يتحدث باحباط فالتفتت له فلاحظت لأول مرة خطوط الإرهاق العميقة حول عينيه و فمه:
- إنني في خضم صفقة كبيرة و لا أحد يساندني هنا... رافت و لأول مرة يتهرب من العمل...
قاطعته:
- إذا كنت تلمح...
أشار لها بتعب:
- لا ألمح لشئ و داليا لا تساعدني أيضاً فهي على غير طبيعتها و ذلك يوترني...يبدو أن الحب شق طريقه إلى قلبها.
أحست ملك أن قلبها توقف حب؟ حب من؟ وكيف؟ و لماذا؟ و متى؟ كادت تقفز و تحتضنه عندما قال:
- أخيراً وجد نبيل تعيسة الحظ البائسة التي تقع في غرامه.؟
ابتسمت رغماً عنها:
- أنت تعلم أن اخيك لا يخلو من السحر و الوسامة.
بادلها الابتسام:
- لا تدعي داليا تسمعك و أنت تقولين هذا الكلام.
ضحكت:
- معك حق.
- هل اعتبر هذه الضحكة الرائعة دليل مرضاة و أمزق هذه الأستقالة السخيفة؟
- حسناً لكن اعلم يا نادر لو فكرت....
قاطعها:
- مهما كان ما كنتِ ستقولينه فلن أفعله فلا أريد أن أخسر محامية رائعة مثلك و الآن هل لكِ أن تأخذي هذا الهراء و تلقينه في قعر سلة القمامة.
ناولها استقالتها و خرج فعادت ترتب حاجياتها على المكتب...الحمد لله أنه لم يلاحظ غيرتي الواضحة كم كنت حمقاء عندما افتعلت هذه الضجة...يجب أن أكون حريصة بعد ذلك.